صيد الثعابين... المهنة الأولى في قرية لا تعرف الخوف!

قرية بأكملها تعتاش من وراء صيد الثعابين والعقارب ومختلف أنواع الزواحف, حيث أن السكان يخرجون لصيد الثعابين التي يعتنون بها ويطعمونها للتتكاثر وتنتج إنتاجاً أكثر لتلبية مطالب الزبائن الذي يطلبونها من داخل وخارج مصر, لقمة العيش صعبة يا جماعة!

صيد الثعابين... المهنة الأولى في قرية لا تعرف الخوف! New-5

صيد الثعابين... المهنة الأولى في قرية لا تعرف الخوف! New-5

إذا دخلت قريتهم ستجد الثعابين تتجول بحرية في منازلهم دون أن يخشاها من يقطنون البيت, إنهم أبناء قرية "أبو رواش" بمحافظة الجيزة في مصر, الذين يتوارثون (منذ أجيال) مهنة قنص الزواحف والحيوانات البرية والاتجار بها, وذاع صيتهم في هذا المجال في كل الدول العربية والأوربية.

تاريخ القرية (التي تقع على بعد 6 كيلو مترات من أهرامات الجيزة) في قنص الزواحف يعود إلى أكثر من 100 عام, ويقول واحد من عائلة "طلبة" التي تعد أشهر عائلات القرية إن قنص الثعابين بدأ كتعبير عن الشجاعة والتباهي بـ "قوة القلب" وتحولت فيما بعد إلى رزق, بعدما طلب طبيب في الجيش الإنجليزي من الجد "طلبة الكبير" اصطياد الثعابين والعقارب, لاستخدامها في أغراض طبية.

يخرج أفراد القرية في موسم الصيد في فترة من إبريل إلى أكتوبر إلى الصحراء الشرقية والغربية وسيناء للحصول على الأنواع المطلوبة من الثعابين والزواحف التي تخرج خلال هذه الفترة من جحورها بعد انتهاء فترة البيات الشتوي, ويقدر عدد من يعملون في هذه المهنة بالقرية بحوالي 7 آلاف شخص.

يملك من يعملون في هذه المهنة بالقرية خبرة التعامل مع الثعابين السامة, فيقول صلاح أحد أفراد عائلة "طلبة" إن طول الخبرة علمه التعرف على الثعبان السام من الأثر الذي يتركه على الرمال ومن حجم الشق الذي يعيش فيه, وعندما يجد صلاح ثعبانا ساما يخرجه من جحره, ويتعامل معه باستخدام عصا ثم يمسك به ويضعه في جراب يحمله إلى المزرعة التي يجمع فيها الثعابين. صيد الثعابين... المهنة الأولى في قرية لا تعرف الخوف! New-6

صيد الثعابين... المهنة الأولى في قرية لا تعرف الخوف! New-6

تمتلك الأسر في القرية مزارع للثعابين والزواحف, وهي تحاط في رعاية صحية وطبية فضلا عن بيئة مماثلة للبيئة التي كان يعيش فيها مطلقا في الطبيعة, كما يتم توفير نفس درجات الحرارة التي كان يعيش فيها, وذلك لخلق مناخ يساعده على التزاوج للاستفادة من هذا الإنتاج في تلبية الطلب المتزايد على الثعابين سواء من الجهات الداخلية أو الخارجية.

طوَر أهل القرية أنفسهم في استثمار مهنتهم, فمثلاً تمتلك عائلة "طلبة" شركة لتصدير واستيراد الزواحف والعقارب, حيث تصدر سنويا ما يقرب 30 ألف ثعبان ومليون برص لدول عربية وأوربية, إضافة غلى التوريد المحلي حيث تورد سنويا إلى هيئة المصل واللقاح في مصر 150 ألف عقرب و 5 آلاف نوع من الثعابين السامة, ويقدر البعض حجم تجارتهم السنوية بـ 7 ملايين دولار, كما أدخلت الإنترنت في تعاملاتها التجارية.

رغم المخاطر التي تحملها المهنة إلا أن ذلك لم يمنع صلاح طلبة وأشقاءه في "أبو رواش" من تعليم هذه المهنة الخطيرة لأبنائهم ومنهم أطفال لم تتجاوز أعمارهم ثلاثة سنوات تعودوا على اللعب مع حيوانات برية وزواحف مثل الثعلب أو الحرباء أو الثعبان. صيد الثعابين... المهنة الأولى في قرية لا تعرف الخوف! New-8

صيد الثعابين... المهنة الأولى في قرية لا تعرف الخوف! New-8

يعتبر بعض أفراد القرية أن المشكلة التي تواجههم أن الجهاز الحكومي المختص بشئون البيئة إضافة إلى وزارة الزراعة في مصر لا تسمحان لهم بتصدير بعض أنواع الزواحف والحيوانات البرية أو تحدد لهم نسبة معينة منها لتصديرها للخارج لحماية تلك الأنواع من الانقراض, مثل منع تصدير الثعلب رغم توافره بأعداد كبيرة في مصر بحسب رأي أفراد العائلة.

المفارقة أنه لم يلق أحد من أسرة "طلبة" حتفه بلدغة ثعبان أو أي من الزواحف الأخرى, لكن اثنان من أفراد العائلة قتلا بسبب انفجار ألغام مزروعة منذ الحرب العالمية الثانية أثناء رحلة بحث عن الثعابين في الصحراء الغربية, ولدى أفراد العائلة خبرة في التعامل مع لدغات الثعابين حال حدوثها ويضم سجل كل فرد من أفراد العائلة 15 لدغة على الأقل.

نوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووور

thxxxxxxxxxxxxxxxx

العفو وشكرا على المرور

نوور